الدورة الاستثنائية الطارئة حول فلسطين: الصراع لا يمكن أن يُحل بحرب واحتلال لا نهائيين
قرر رئيس الجمعية العامة استئناف هذه الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة بطلب من رؤساء المجموعة العربية ومجموعة منظمة التعاون الإسلامي ومكتب تنسيق حركة عدم الانحياز. عُقدت أعمال الدورة الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم الأربعاء 4 ديسمبر، كما ستُستأنف الساعة العاشرة صباحا يوم الأربعاء المقبل الموافق 11 ديسمبر.
يمكنكم مشاهدة الاجتماع، بالترجمة الفورية إلى اللغة العربية على الرابط.

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ.
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ قال في مستهل كلمته إن سكان غزة وإسرائيل عانوا لأكثر من عام من دورات متواصلة من الموت والدمار والنزوح. وقال إن مطالبات المجتمع الدولي واضحة، وتنعكس أيضا في مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن في العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر والذي أيده 14 عضوا في المجلس “وتمت عرقلته باستخدام الفيتو من أحد الأعضاء الدائمين في المجلس” في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف يانغ أن “مجلس الأمن أصيب بالشلل مرة أخرى” وأنه غير قادر على الوفاء بمسؤوليته الرئيسية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وقال: “مرة أخرى تُطالب الجمعية العامة بتولي زمام القيادة تجاه الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وأضاف رئيس الجمعية العامة أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن يُحل بحرب واحتلال لا نهائيين، “الصراع لن يتوقف إلا عندما يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش جنبا إلى جنب في دولتيهما المستقلتين ذاتا السيادة في سلام وأمن وكرامة”.
وشدد رئيس الجمعية العامة على أن الوقت قد حان لأن يتخذ المجتمع الدولي عملا حاسما ذا مغزى بهذا الشأن. وقال: “يجب أن نسعى لتحقيق حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قائم على القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
كما أكد يانغ ضرورة أن تحترم جميع الدول القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وقال إن ذلك ينطبق على وضع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا) التي أنشأتها ومنحتها ولايتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال إن الأونروا توفر الحماية والمأوى والماء والغذاء والتعليم والخدمات الصحية لملايين الفلسطينيين، وخاصة في ظل أصعب الظروف في غزة. وأشار إلى التهديد الذي يواجه مستقبل الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأعرب عن قلقه مرة أخرى بشأن القرار الأخير من البرلمان الإسرائيلي باعتماد قانونين، إذا طبقا سيمنعان الوكالة من القيام بعملها في غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. ودعا حكومة إسرائيل إلى الامتثال لالتزاماتها الدولية والسماح للأونروا بمواصلة عملها الحيوي وفق ولايتها من الجمعية العامة.
يتحدث خلال اجتماع اليوم، 71 مندوبا بدءا من ممثلي فلسطين وإسرائيل – بعد كلمة رئيس الجمعية العامة – وانتهاء بجامعة الدول العربية.
وكانت الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة قد عقدت للمرة الأولى عام 1997 بناء على طلب من الممثل الدائم لقطر لدى الأمم المتحدة، بعد سلسلة جلسات لمجلس الأمن والجمعية العامة للنظر في بناء مستوطنة هارهوما في جبل أبو غنيم جنوب القدس الشرقية المحتلة.
فلسطين
المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال إن “التطهير العرقي يتم في وضح النهار في بيت لاهيا وجميع أنحاء شمال غزة”. وأضاف: “فيما أقف هنا قُصفت الأسر النازحة مرة أخرى في الخيام في المواصي وأحرقوا وهم أحياء تحت أنظار العالم بأسره”.
وأضاف: “بعد 424 يوما، لا تزال الإبادة الجماعية مستمرة، القتل الجماعي والتهجير الجماعي، الاعتقالات الجماعية، الدمار الشامل لكل مقومات الحياة والتجويع الجماعي، تُرتكب أكثر الجرائم جسامة بوحشية لم نشهد لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية”.
وتساءل عن كيفية استمرار ذلك رغم معرفة الجناة والبث المباشر لجرائمهم، وشدد على ضرورة إنهاء الإفلات من العقاب. وقال إن مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تكون نقطة تحول لمحاسبة الجناة واحترام سيادة القانون بحماية المدنيين وكفالة العدالة للضحايا.
ودعا كل الدول إلى استخدام نفوذها لوضع حد “للمذابح والفظائع المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني” وما وصفه بالهجوم على “إنسانيتنا المشتركة”. وقال إن وقف إطلاق النار الفوري والدائم وبدون شروط هو السبيل الوحيد لوقف “الإبادة الجماعية وإنقاذ الأرواح وتحرير السجناء والرهائن والحفاظ على الأمل في مستقبل مختلف”.
ودعا جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى دعم وقف إطلاق النار والمطالبة به وفعل كل ما يمكن لضمان حدوثه بشكل فوري ودائم وبدون شروط.
إسرائيل
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون انتقد عقد الاجتماع والقرارات التي تصدرها الجمعية العامة، واتهم الأمم المتحدة بالتحيز ضد إسرائيل. وقال: “دعوني أذكركم كيف بدأ كل هذا. قبل 77 عاما صوتت هذه الجمعية العامة على خطة الأمم المتحدة للتقسيم، وهي اللحظة التي قدمت للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء الفرصة للعيش جنبا إلى جنب في سلام. إسرائيل قالت نعم، والعالم العربي قال لا. لقد رفضوا التعايش المشترك، واختاروا بدلا من ذلك شن حرب على الدولة اليهودية الوليدة”.
وقال دانون إن الجمعية العامة احتفظت منذ ذلك اليوم بما وصفه “بالهوس بما يُسمى بالقضة الفلسطينية”. وذكر أن الأمم المتحدة والكثير من الدول الأعضاء “شجعوا” الفلسطينيين على مر العقود على الرفض والعنف والتحريض وخطاب الضحية.
وأضاف أن فرص تحقيق السلام قوبلت من الفلسطينيين مرارا وتكرارا بالرفض. وقال مخاطبا الدول الأعضاء بالجمعية العامة: “من يُسمون بالقادة الفلسطينيين اختاروا الصراع كل مرة، وهذه الجمعية العامة كافأتهم على ذلك. إنكم تعززون الاعتقاد بإمكانية تأجيل السلام والقبول بالعنف”.
وذكر أن السابع من تشرين الأول/أكتوبر لم يكن فقط يوما من الرعب، ولكنه كشف أيضا الوجه الحقيقي لحماس وحلفائها. وقال إن تلك الأهوال كان يجب أن تصدم ضمير العالم. واتهم الجمعية العامة بالصمت حيال ذلك.
وقال: “إن إسرائيل بلد السلام، نصلي 3 مرات يوميا من أجل السلام. أثبتنا التزامنا وقدرتنا تجاه السلام عبر اتفاقياتنا مع 6 دول عربية كنا نتقاتل معها”. وأكد أن إسرائيل عازمة أيضا على الوقوف بحسم لحماية نفسها وهزيمة الساعين لتدميرها، ولضمان أمن ومستقبل الإسرائيليين.
الجمعية العامة تعتمد 3 قرارات حول الشرق الأوسط
وفي إطار دورتها التاسعة والسبعين اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة – التي تضم 193 عضوا – 3 قرارات أمس اثنان منهم حول قضية فلسطين والثالث حول الجولان السوري.
القرار حول تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية، اعتمد بتأييد 157 عضوا ومعارضة 8 وامتناع 7 عن التصويت. كررت الجمعية العامة في القرار دعوتها لإحلال سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط دون إبطاء على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وإلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 بما في ذلك احتلال القدس الشرقية.
وأكدت من جديد دعمها الثابت وفقا للقانون الدولي للحل القائم على وجود دولتين، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود ما قبل 1967.
اعتمد قرار آخر حول شعبة حقوق فلسطين في الأمانة العامة للأمم المتحدة بتأييد 101 من الأعضاء ومعارضة 27 وامتناع 42 عن التصويت.
قالت الجمعية العامة في القرار إنها ترى أن شعبة حقوق فلسطين لا تزال تسهم- من خلال تقديم الدعم الفني للجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في تنفيذ ولايتها- إسهاما بناء وإيجابيا في التوعية على الصعيد الدولي بقضية فلسطين والضرورة الملحة للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية.
القرار حول الجولان السوري حصل على تأييد 97 عضوا ومعارضة 8 وامتناع 64 عن التصويت.
وقررت الجمعية العامة في القرار مرة أخرى أن استمرار احتلال الجولان السوري وضمه بحكم الأمر الواقع، يشكلان حجر عثرة أمام تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة. وطلبت من إسرائيل استئناف المحادثات على المسارين السوري واللبناني واحترام الالتزامات والتعهدات التي تمو التوصل إليها في المحادثات السابقة. وطالبت مرة أخرى بانسحاب إسرائيل من كل الجولان السوري المحتل إلى خط 4 حزيران/يونيو 1967 تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
إرسال التعليق