سوريا: اتصالات أممية مكثفة ومناشدة لحماية المدنيين وجهود للكشف عن مصير المفقودين
وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة، أفادت جنيفر فينتون بأن مكتب المبعوث الخاص، غير بيدرسون استمر في التواصل اليومي مع مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوري داخل البلاد وخارجها.
وأضافت: “يغادر السيد بيدرسون إلى الأردن اليوم لإجراء اتصالات على مستوى رفيع، حيث يتوقع أن يجتمع خلال عطلة نهاية الأسبوع مع وزراء خارجية عرب وغيرهم من كبار المسؤولين ووزيري خارجية تركيا والولايات المتحدة”.
ترتيبات انتقالية موثوقة
وناشدت المتحدثة باسم مكتب المبعوث الخاص جميع الجهات المسلحة الحفاظ على القانون والنظام وحماية المدنيين والحفاظ على المؤسسات العامة بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني. وقالت فينتون: “في حين كانت هناك تطورات نحو الاستقرار المؤقت في بعض الجوانب، إلا أن هناك العديد من التحديات التي استمرت، ولم تحتكر أي مجموعة واحدة العنف، وظل الوضع متقلبا”.
وأضافت أن الأمم المتحدة تحث على خفض التصعيد، “وتدعو إلى إنهاء جميع الهجمات المتصاعدة، بما في ذلك الضربات الإسرائيلية، وإنهاء الصراعات في الشمال الشرقي، على وجه الخصوص، وفي أماكن أخرى، والتي كان لها آثار مزعزعة للاستقرار في بلد متقلب بالفعل”.
وشددت على أهمية منع الصراعات بين مختلف الجماعات المسلحة، “وأن تستمر الخدمات العامة في العمل وأن يتم إنشاء ترتيبات انتقالية موثوقة وشاملة في دمشق”.
وقالت المتحدثة باسم مكتب المبعوث الخاص إلى سوريا إن الصور من صيدنايا ومرافق الاحتجاز الأخرى “تؤكد بشكل صارخ على الوحشية التي لا يمكن تصورها والتي تحملها السوريون وأبلغوا عنها لسنوات”. المزيد عن بيان المبعوث الخاص بشأن السجون في سوريا على الرابط.
مصير المفقودين
وتحدث ستيفان ساكليان، رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في المؤتمر الصحفي عن مسألة المفقودين وحق أسرهم في معرفة ما حدث لهم. وقال ساكاليان إنه في السنوات الثلاث عشرة الماضية، سجلت اللجنة من خلال الاتصال المباشر مع الأسر، 35 ألف حالة لأشخاص اختفوا في سوريا، مضيفا أنه “خلف كل حالة من هذه الحالات، كانت هناك أسرة وألم مبرح يزداد سوءا مع مرور السنين”.
وأوضح أنه مع فتح السجون وإطلاق سراح المعتقلين، عاشت تلك الأسر لحظة عصيبة عاطفيا، “لحظة مليئة بالأمل، ولكن أيضا بالألم والغضب والإحباط”.
وأفاد بأنه ذهب مع فريقه إلى سجن صيدنايا حيث شاهدوا أكواما من الوثائق التالفة المنتشرة في غرف مختلفة؛ قد تحتوي هذه السجلات على معلومات حاسمة يمكن أن تساعد الأسر في العثور على إجابات طال انتظارها، مضيفا أن الفريق وضع الوثائق في عهدة المسؤولين عن أمن السجن.
وقال إنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، فتحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خطوطا ساخنة للمحتجزين المفرج عنهم وأفراد أسرهم الذين يسعون إلى لم شملهم، وعرضت على الفور مساعدة جميع الأطراف التي تتولى السلطة في سوريا لتحديد مكان المفقودين.
وقال: “إن إعطاء الإجابات للناس سيستغرق سنوات، نظرا لأعداد المفقودين في جميع أنحاء البلاد، وسيتطلب جهدا تعاونيا مكثفا من قبل جهات فاعلة متعددة”.
آلاف اللاجئين يعودون
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، جونزالو فارغاس يوسا قال إن آلاف اللاجئين السوريين بدأوا في العودة إلى البلاد من لبنان عبر نقطة الحدود الرسمية (المصنع) ومعابر حدودية غير رسمية أخرى، وفي الوقت نفسه، فر سوريون آخرون في الاتجاه المعاكس إلى لبنان، منبها إلى أن “هناك حركة في الاتجاهين” عبر الحدود السورية اللبنانية.
وأضاف في المؤتمر الصحفي في جنيف: “بالأمس (الخميس)، كان لدينا حوالي 2000 عودة من السوريين من الحدود الرئيسية مع لبنان. عاد السوريون إلى إدلب، وريف دمشق، ودمشق، ودرعا، وحلب، وأماكن أخرى”.
وأشار كذلك إلى أن اللاجئين السوريين يعودون من تركيا عبر معبري باب الهوى وباب السلام إلى شمال غرب سوريا. ولفت إلى أنه من التحديات الرئيسية عدم وجود سلطات الهجرة على الجانب السوري، حيث ترك جميع مسؤولي الهجرة الذين كانوا يعملون هناك في عهد النظام السابق مناصبهم، ولم تتمكن السلطات الانتقالية الجديدة بعد من وضع إجراءات الهجرة.
زيارة إلى حلب وحمص

موظفو مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يلتقون مجموعة من النساء في مركز مجتمعي في مدينة حلب السورية لتقييم احتياجاتهن.
وأشار ممثل مفوضية اللاجئين في سوريا إلى تعليق معظم أنشطة المفوضية خلال فترة القتال المكثف، “ولكن لحسن الحظ، تمكنا خلال الساعات الـ 72 الماضية من استئناف العديد من أنشطتنا في تلك المناطق التي أصبحت الآن أكثر أمانا من خلال شركائنا المحليين”.
وأوضح أن المفوضية تدعم 114 مركزا مجتمعيا في مختلف أنحاء سوريا، تقدم مجموعة كاملة من الخدمات للسوريين المعوزين والنازحين داخليا، ولكن أيضا لأولئك العائدين. وقال إنهم تمكنوا، اعتبارا من أمس الخميس، من إعادة تنشيط 75 في المائة من هذه المراكز المجتمعية.
وأضاف أنه كان – في اليومين الماضيين – ضمن فريق من الأمم المتحدة من دمشق قام بزيارة حلب وحمص، وتمكن من رؤية استئناف بعض هذه الأنشطة، بالإضافة إلى الاجتماع مع الزملاء في كلا الموقعين، الذين مروا بأيام عصيبة للغاية خلال القتال العنيف.
اتصالات مع السلطات المؤقتة
وأفاد المسؤول الأممي بأنهم تمكنوا من إجراء بعض الاتصالات مع السلطات المؤقتة. وأضاف: “الإشارات الأولية التي ترسلها لنا السلطات المؤقتة بناءة. فهي تقول إنها تريد منا البقاء في سوريا وإنها تقدر العمل الذي نقوم به الآن منذ سنوات عديدة. وهي تحتاج منا إلى مواصلة القيام بهذا العمل، والأهم بالنسبة لنا، أنها ستوفر لنا الأمن اللازم للقيام بهذه الأنشطة”.
ولفت إلى أن الوضع الأمني بشكل عام يتحسن، على الرغم من أن الوضع في الشمال الشرقي مختلف. وأعطى مثالا على ذلك بالقول إن فريق الوكالات الأممية الذي سافر إلى حلب وحمص قطع أكثر من 800 كيلومتر في فترة أقل من يومين، ولم يواجه أي نقاط تفتيش تقريبا.
وفيما يتعلق بقضية الفراغ في القانون والنظام، حيث وقعت بعض عمليات النهب بما في ذلك نهب ممتلكات الأمم المتحدة، أكد يوسا أن السلطات المؤقتة طمأنتهم بأنها تريد معالجة هذه الفجوة في أقرب وقت ممكن.
وشدد المسؤول الأممي على أن هناك حاجة لتمويل مالي إضافي، منبها إلى أنه “بغض النظر عن كيفية تطور الوضع، سيحتاج ملايين السوريين إلى المساعدة في المأوى والغذاء والمياه لتجاوز الشتاء القادم وما بعده”.
الجولان
أعربت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) عن قلقها إزاء البيئة الأمنية الحالية في الجولان، مؤكدة التزامها بولايتها وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي بيان أصدرته اليوم الجمعة، أكدت أوندوف أن أفرادها بدعم من المراقبين العسكريين التابعين لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في مجموعة مراقبي الجولان، يظلون في مواقعهم في المنطقة العازلة.
وأكدت الأوندوف أنها تواصل القيام بأنشطتها بموجب التفويض الممنوح لها، الذي يشمل مراقبة المنطقة العازلة وخط وقف إطلاق النار، فضلا عن القيام بدوريات وإعداد تقارير عن التطورات.
وقالت البعثة إنها منذ 7 كانون الأول/ديسمبر لاحظت زيادة كبيرة في تحركات القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة وعلى طول خط وقف إطلاق النار، حيث كانت تقوم ببناء حواجز مضادة للتنقل منذ تموز/يوليو 2024.
وأكدت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أنه اعتبارا من 13 كانون الأول/ديسمبر، لا يزال الجيش الإسرائيلي موجودا في المنطقة العازلة في مواقع متعددة. وقالت أوندوف إنها أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكا لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
وحثت جميع الأطراف على احترام التزاماتها بموجب الاتفاق، ووقف جميع الأنشطة العسكرية في المنطقة العازلة، والالتزام ببنود اتفاقية عام 1974 للحفاظ على الاستقرار في الجولان.
وأضافت أن هذا يأتي في أعقاب حادثة وقعت في 7 كانون الأول/ديسمبر عندما نهب مسلحون أسلحة وذخائر في موقع الأمم المتحدة 10A بالقرب من منطقة حضر، وأن أفراد القوة تواصلوا مع زعماء المجتمع المحلي واستعادوا عددا من الأشياء المنهوبة، بما في ذلك معظم الأسلحة والذخائر التي تم الاستيلاء عليها في وقت سابق من ذلك اليوم.
إرسال التعليق