كان المصريون أقباط ومسلمون يحتفلون بعيد الغطاس ، وكان هذا العيد يشبه احتفال المصريين بوفاء النيل عندما يوفي النيل بأذرع الوفاء 16 ذراع وينادي بالوفاء في مصر ، ويذكر معظم المؤرخين أن لعيد الغطاس منزلة خاصة في مصر ، وأن معظم حكام مصر شاركوا الشعب في هذا الاحتفال ، وقد رصد المؤرخ الكبير المسعودي – أثناء زيارته لمصر – جانبا بليلة الغطاس في العصر الأخشيدي اذ يقول : ( ولليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند أهلها ، لا ينام الناس فيها ، ولقد حضرت أي المسعودي سنة ثلاثين وثلثمائة هجرية ليلة الغطاس بمضر ورأي الاخشيد محمد بن طغج في داره المعروفة باسم ” المختارة ” في الجزيرة ، قد امر بأشعال ألف مسرجة أي مصباح الأضاءة بالزيت أو النفط في جانب الجزيرة وجانب الفسطاط وغير ما اسرج اهل مصر من المشاعل والشموع ، وقد كانت هذه المشاعل من الزيت أو النفط باهظة التكاليف حتي كان في وقتها يتردد المثل الشعبي ” قمر وزيت يا خراب البيت ” أي مادام نور القمر موجودا لا داعي من الأضاءة بالزيوت توفيرا للنفقات ، ولقد توافد علي النيل في تلك الليلة أي التي حضرها المسعودي مئات الألاف من الأقباط والمسلمين ، منهم في الزوارق ، ومنهم في الدور القريبة من النيل ، ومنهم علي الشطوط ، ويحضرون كل ما يمكنهم اظهاره من المأكل والمشارب والملابس والمجوهرات والملاهي والعزف ، وهي احسن ليلة تكون بمصر واشملها سرورا ولا تغلق فيها الشوارع ويغطس أغلبهم في النيل ويزعمون أن ذلك أمان من المرض ويبرئ من الداء ) ، ويذكر المؤرخ ابن سيد الانطاكي : ( ان لأهل مصر وأهل الملل والمذاهب في هذا العيد من الطيبة والفرح مالا يكون لهم في غيره من أيام السنة وأعيادها ، والأقباط في سحر تلك الليلة كانوا يخرجون الي شاطئ النيل ويغطسون فيه ، وكانت بعض طوائفهم تخرج من كنيسة ميكائيل ” ميخائيل ” بقصر الشمع الي شاطئ النيل في جمع وفير بالقراءة الملحنة ” الالحان الكنيسبة ” ويخطب الأسقف فيهم ، وينهي الخطبة بالدعاء للسلطان العباسي ) ، ومن أهم المشروبات في عيد الغطاس عصير القصب وعصير البرتقال ، ويتم تفريغ جوف ثمرة البرتقال من فصوصها للأستفادة من رحيقها ، واستخدام قشرتها كمقبض يد لحمل المشاعل والشموع ، ومن أهم المأكولات في عيد الغطاس القلقاس المطهي بنبات السلق ، ولكون رأس القلقاس يشبه رأس الأنسان فيتردد المثل الشعبي ( اللي ما ياكل قلقاس يصبح من غير راس ) ، فهل ترجع مثل هذه الأحتفالات الشعبية للمصريين المرتبطة بالنيل مثل وفاء النيل وعيد الغطاس